الإسلام هو المنهج الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا عليه، وتكون حياتهم مبنيةً عليه، والذي بيَّنه رسوله -صلى الله عليه وسلّم- لهم، وإنّ للإسلام مجموعة من المبادئ والأُسس التي يجب على الإنسان حتى يكون مسلماً بحق الالتزام بها؛ ويُطلق على هذه المبادئ والأسس أركان الإسلام، وقد بيّنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم في كثير من النّصوص والأحاديث الصّحيحة، وقد اتّفقت جميع المذاهب الإسلاميّة على هذه الأركان، فكلّ إنسان يؤمن بهذه الأركان يُعتبر مسلماً تامَّ الإسلام، ومن يكفر بأيّ ركنٍ من هذه الأركان فكأنما كفر بها جميعها

الصدق والأمانة

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أكثر الناس صِدْقاً، وعُرف بين قومه بالصَّدْق، دون أن يشكّ أحداً بِصدقه، وقال عنه هِرَقل عظيم الرّوم باستحالة كَذبه على الله؛ لأنّه لم يكذب على الناس قطّ، وذكر عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان أصدق الناس في كلامه، وقال ابن القيّم -رحمه الله-: "أصدق الناس لهجةً، هذا ممّا أقر له به أعداؤه المحاربون له، ولم يجرّب عليه أحدٌ من أعدائه كذبةً واحدةً قطّ، دع شهادة أوليائه كلّهم له به، فقد حاربه أهل الأرض بأنواع المحاربات، مشركوهم وأهل الكتاب منهم، وليس أحدٌ منهم يوماً من الدَّهر طعن فيه بكذبةٍ واحدةٍ، صغيرةٍ ولا كبيرةٍ"

الرّحمة

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رحيماً بأمّته، يتوجّه إلى الله -تعالى- بالدُّعاء للمُسلمين بالنّجاة باكياً، ومن مظاهر رحمته بأمّته؛ أنّه نهى عن السؤال عن الأمور المسكوت عنها؛ لئلا تُفرض على الأمّة، فتترك ذلك الأمر، فيكون سبباً في هلاكها، وكان رحيماً بالمرأة، وأوصى بها خيراً، وتحمّل كثرة كلام النّساء معه، وارتفاع صوتهنّ أمامه، وكان رحيماً بالأطفال؛ يُشفق عليهم، ويُقبّلهم، ويُخالطهم، ويتحبّب إليهم

الصَّبْر

صَبَر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صبراً عظيماً، إذ صَبَر على أذى المُشركين، واتّهاماتهم له بالكذب، والسَّحر، والكهانة، وقد ثبت عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: (بيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَاجِدٌ، وحَوْلَهُ نَاسٌ مِن قُرَيْشٍ، جَاءَ عُقْبَةُ بنُ أبِي مُعَيْطٍ بسَلَى جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ علَى ظَهْرِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ فأخَذَتْهُ مِن ظَهْرِهِ، ودَعَتْ علَى مَن صَنَعَ وصَبَر كذلك على المُنافقين، وعلى فَقْد الأولاد والأحباب؛ إذ مات عمّه أبو طالب، وماتت زوجته خديجة، وماتوا جميع أولاده في حياته إلّا ابنته فاطمة، وقُتِل عمّه حمزة بن عبد المُطّلب

يمكنك قراءة كتاب رياض الصالحين او تحميله

رياض الصالحين